قام أحمد مصطفى بتقدیم الفیلم الوثائقی "أهل السنة فی إیران" الذی یتناول حیاة أهل السنة فی إیران و یضحد مزاعم بعض القنوات المغرضة التی تقول أن أهل السنة یتعرضون للظلم و التمییز و الإضطهاد فی إیران، لقد لاقى هذا الفیلم إقبالاً کبیراً فی مصر و العالم الإسلامی خاصة أنه عرّف الناس على جوانب کثیرة لا یعرفونها عن إیران.
و من هنا وجدنا من الضرورة أن نجری مع هذا الباحث المصری هذا الحوار الخاص بقدس أونلاین عربی لنطرح علیه بعض الأسئلة و إلیکم نص الحوار:
قدس أونلاین عربی: ما هو السبب الذی جعل القائمین على وثائقی "السنة فی إیران" یختارونک لتقدیم هذا الفیلم؟ و حبذا لو تحدثنا قلیلاً عن انطباعک عن العمل؟
فی الحقیقة أنا من أوائل الأشخاص الذین سافروا إلى إیران بعد ثورة 25 ینایر ضمن الوفود الشعبیة التی زارتها فی تلک الفترة؛ کما کنت دائماً مهتم بالوضع الإیرانی بما یحمله من مواضیع سیاسیة و داخلیة و ثقافیة و اقتصادیة تغنی الباحث، کما کان لی ظهور دائم على معظم القنوات التلفزیزنیة و منها قناة روسیة الیوم حیث کنت أتحدث عن الشأن الإیرانی دائماً، کل هذا کان السبب لقیام القائمین على الفیلم بترشیحی للقیام بدور مقدم هذا الفیلم و لثقتهم بأننی سأتحلى بالمهنیة و الحیادیة فی نقل الصورة کاملة. الفیلم قد وضعته على الیوتیوب و هناک 8000 مشاهدة حتى الآن من مصر و العالم کله و أود أن أخبرک أنه جاءنی عرض من السعودیة قناة العربیة و قناة روتانا خلیجیة و طلبوا منی أن أرسل رسالة بالبرید الإلکترونی لمنتج العمل لکی یشتروا النسخة العربیة لأن الفیلم قد أعجبهم. کل الشخصیات التی شاهدت هذا العمل الهام أعجبوا جداً بالفیلم و غیّر عندهم مفاهیم بالرغم من أنه کان یوجد مشکلة فی مونتاج الفیلم لأننا صورنا حوالی 180 دقیقة و الذی طلبته أنا لیس فقط لقاء رجال الدین لأن أهل السنة یوجد منهم رجال أعمال و رجال دین و نساء و شباب و ناس عادیین و أکادیمیین، بالفعل وجهة نظری کان یجب أن نلتقی بهم جمیعاً، أنا من وضع أسئلة الفیلم و هذا مجهودی و أنا قد قمت بخمسین بالمائة من إجمالی العمل .
قدس أونلاین عربی: کیف کانت أصداء هذا الفیلم الوثائقی فی بقیة الدول الإسلامیة و خاصة فی مصر؟ و ماذا کان رأی المثقفین و الناس بشکل عام؟
الإستقبال کان جید لأنه بدأ یغیر فی بعض المفاهیم و أنه لا یوجد اضطهاد على أهل السنة کما یزعمون و هناک مساجد کثیرة و کبیرة لأهل السنة کما کان هناک معلومات مغلوطة حول أهل السنة من بعض أصحاب الأجندات بأن أهل السنة مضطهدین و أن طهران لیس فیها مسجد لأهل السنة، فالعمل یخاطب الناس بشکل غیر مباشرة فهو لیس نشرة أخبار.
لکن لدی عتب وحید هو أن 80 بالمائة من الفیلم هم رجال دین فقط حتى النساء اللواتی ظهرن فی الفیلم کن فی حوزات دینیة. أنت تعمل رؤیة عن مجتمع و یجب أن یشمل کل شرائح المجتمع و هذا یصب فی مصلحة إیران بالطبع . لدینا الآن الأستاذ محمود عبد السمیع رئیس جمعیة الفیلم و أهم مدیر تصویر فی مصر لدیهم مهرجان محلی للسینما هو مهرجان السینما المصریة الخاص بجمعیة الفیلم و سنبقى معه أسبوع و سیعرض الفیلم فیه و سیکون له جلسة خاصة و مناقشة خاصة أنا سأتولاها. کما سیعرض المهرجان بعض الأفلام الإیرانیة و منها الفیلم الفائز بجائزة القاهرة الأخیر و أفلام أخرى. نحن من أول الوفود الذین جئنا إلى إیران وفد السینما المصری.
قدس أونلاین عربی: بعد أن تم بث الفیلم الوثائقی "أهل السنة فی إیران" فی المحطات الفضائیة و عرضه فی المهرجانات الشعبیة فی إیران فقد لاقى ترحیباً و إقبالاً کبیرین من قبل الشعب الإیرانی و لا سیما أهل السنة فی إیران الذین جلسوا لمشاهدة ذلک العمل. ما هو رأیک أنت شخصیاً بهذا العمل؟
أنا أکتب عن ایران منذ 2004 و سأقول لک شیء فیه انتقاد و هو أنه کان هناک بحث مهم قدمته إلى أحد الجهات الإیرانیة عنوانه "إشکالیة الدیبلوماسیة فی العالم الإسلامی" و اخترت مصر و إیران و خاصة مصر فی عهد عبد الناصر إلى عهد السادات و التی کانت من أفضل فترات الدیبوماسیة بینما کانت فترة المخلوع مبارک و فترة مرسی من أسوأ فترات الدیبلوماسیة و اخترت إیران فی الوضع النووی، أنا طرف محاید فی الملف النووی الإیرانی بالتالی کتبت عن هذا الموضوع و للأسف الجهة أقامت المؤتمر و نشرت البحث و لم تدعونی إلیه. إیران دولة اسلامیة استطاعت أن تبنی لها سمعة و تکون دولة من دول الإستقلال، استقلال إیران فی قرارها یذکرنی بمصر فی فترة عبد الناصر و السادات لأن تلک الفترة لها منزلة کبیرة لدینا نحن المصریون و نحاول استعادة تلک الفترة. أنا لدی معلومات عن إیران هناک بعض المشاکل فی الداخل لیس الموضوع أن الناس لا ترید التغییر لدینا مثل یقول (أن القطة تأکل أولادها) هذا لیس معناه أن القطة لا تحب أولادها بل من شدة الخوف علیهم و هذا لیس معناه أنها لا تحبهم ، أنا أعذر الشارع دائماً أنا صاحب فکرة المؤتمر الإقتصادی الذی أقیم على غرار مؤتمر الوحدة الإسلامیة الذی أقیم فی شهر ینایر الماضی ، قلت أن إیران یجب أن تخاطب العالم من خلال الإقتصاد، تخاطب العالم من خلال الشباب من خلال المرأة و تغیر الصورة النمطیة عن إیران،
بالتالی بعض الأمور تستدعی أن یقوم الإعلام بمهمته أکثر من ذلک فلا یکفی القیام بفیلم عن أهل السنة بل تقوم بفیلم عن الأهواز بطریقة أفضل یغطی کافة طبقات المجتمع الأهوازی فی إیران و حیاتهم، فیلم عن المرأة الإیرانیة کان هناک فیلم کان من المفترض أن نقوم به و هو مستقبل إیران إقتصادیاً و سیاسیاً کان هناک لقاءین هامین نقیم لقاء مع السید عبد الهادی شاهرودی عضو مجلس الخبراء. کان من المفترض أن نلتقی 15 دقیقة لکن اللقاء استمر ساعة و نصف و تحدثنا فی الثقافة و التاریخ و فی أدق الأمور و کان اللقاء غنیاَ و قد تعامل معی کوالدی. لقاء آخر مع الدکتور محمد خاتمی الرئیس السابق أقول لک کمواطن مصری محمد خاتمی على المستوى الإسلامی هو شخص محبوب و جدیر بالقیام بحوار الأدیان. أنا شاهدت فی إیران عشق للشیخ عبد الباسط عبد الصمد و أن صوره موجودة فی بعض المطاعم و المحلات و فی إیران هناک شخصیة تحظى بقبول فی کافة العالم الغربی و العربی هی شخصیة محمد خاتمی(هذه وجهة نظری) محمد خاتمی لدیه شعبیة کبیرة و لو سارت الناس کلها فی العالم الإسلامی على طریقته لسار العالم الإسلامی نحو الوحدة الإسلامیة و التآلف . الأستاذ هیکل من الناس الذین یحبون إیران و هو صدیق شخصی لخاتمی.
أنا شخصیاً ضد إسرائیل کمواطن مصری عربی مسلم کان لدی برنامج على روسیا الیوم مع( ارتیوم- کابشوک ) تحدثت فیه عن إیران . هناک من یقول لی أنت تدافع عن إیران. أقول لا أنا لیس لدی أجندة حول إیران فإیران لدیها تجربة أحترمها جداً کما أن جدی فی إیران فی مشهد الإمام علی بن موسى الرضا(ع) فأنا من سلالته.
مشکلة إیران هو أنهم یضفوا صبغة إسلامیة على کل شیء فمثلاً إیران کانت دائماً تنظر بعین الإسلام للاخوان المسلمین بینما رأینا ما الذی فعله الأخوان فی العالم الإسلامی، کذلک السید قطب الذی هو الأب الروحی للأخوان نحن نرید أن یحصل تطبیع بین إیران و مصر و نضع اللبنات الأساسیة. کان لدینا فرصة فی مؤتمر الوحدة الإسلامیة لعرض الفیلم أمام أکبر عدد ممکن من المحطات الإعلامیة التی شارکت فی مؤتمر الوحدة لأنه أهم فیلم خلال الثلاثین سنة حول إیران فهو فیلم احترافی. یجب أن نقوم بالعمل ضمن قالب یفهمه الغرب. مؤتمر عن الفیلم نجیب فیه على کافة التساؤلات المثارة حول الفیلم و أنا شخصیاَ أجید ثلاث لغات إجادة تامة هی العربیة و الفرنسیة و الإنکلیزیة لأن عرض الفیلم على وسائل إعلام من نوع واحد لا فائدة منه بل یجب أن نخاطب کافة القنوات الأوروبیة .